![]() |
أطباء يكتشفون أن الأدوية الموصوفة التي يتناولها الآلاف تزيد من خطر العيوب الخلقية المدمرة |
مقدمة
في عالمنا المعاصر، تُستخدم الأدوية الموصوفة بشكل واسع لعلاج مجموعة كبيرة من الحالات الصحية، من الأمراض المزمنة إلى الاضطرابات النفسية. ولكن، ما لا يعلمه الكثيرون هو أن بعض هذه الأدوية قد تحمل مخاطر خفية على صحة الأجنة. فقد كشف فريق من الأطباء والباحثين في دراسة جديدة أن بعض الأدوية التي يتناولها الآلاف يوميًا قد تساهم في زيادة خطر العيوب الخلقية المدمرة.
جدول المحتويات:
ما هي العيوب الخلقية؟
العيوب الخلقية هي مشكلات بنيوية أو وظيفية تحدث أثناء نمو الجنين في الرحم، وقد تؤثر على:
-
القلب والأوعية الدموية
-
الدماغ والجهاز العصبي
-
الأطراف والهيكل العظمي
-
الأعضاء الحيوية الأخرى
أنواع العيوب الخلقية:
-
عيوب خلقية جسدية: مثل الشفة الأرنبية أو تشوهات الأطراف.
-
عيوب خلقية وظيفية: مثل اضطرابات التمثيل الغذائي أو العيوب القلبية المعقدة.
-
عيوب وراثية: تنتج عن طفرات جينية تنتقل من أحد الأبوين أو كليهما.
الدراسة الطبية الجديدة واكتشاف الأطباء
أجريت الدراسة على يد باحثين من عدة جامعات أوروبية وأمريكية، وتم تتبع أكثر من 50,000 حالة ولادة على مدى 10 سنوات. النتائج كانت صادمة:
-
رُبط تناول بعض الأدوية بزيادة احتمالية حدوث العيوب الخلقية بنسبة تصل إلى 35٪.
-
الخطر كان أكثر وضوحًا في حالات تناول الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
أبرز الأدوية المشتبه بها
تشير الدراسة إلى مجموعة من الأدوية التي يجب التعامل معها بحذر شديد، منها:
-
مثبطات ACE: لعلاج ضغط الدم المرتفع
-
مضادات الاكتئاب من نوع SSRI: مثل فلوكستين وسيرترالين
-
أدوية حب الشباب المحتوية على إيزوتريتينوين
-
أدوية مضادة للصرع: مثل فالبروات الصوديوم
-
أدوية علاج السكري من النوع الثاني: بعض الأنواع الجديدة مثل مثبطات SGLT2
آليات تأثير هذه الأدوية على الجنين
يتضح من الدراسة أن هذه الأدوية قد تؤثر على نمو الجنين عبر:
-
تغيير تدفق الدم إلى المشيمة
-
التداخل مع هرمونات الحمل
-
تحفيز طفرات جينية ضارة
-
تغيير في التعبير الجيني أثناء تكون الأعضاء
الفئات الأكثر عرضة للخطر
ليس الجميع معرضًا للخطر بنفس الدرجة. أكثر الفئات عرضة تشمل:
-
النساء الحوامل في الثلث الأول من الحمل
-
النساء اللواتي يعانين من أمراض مزمنة ويعتمدن على الأدوية
-
الحوامل دون متابعة طبية منتظمة
آراء الأطباء والمتخصصين
قال الدكتور عبد الرحمن القحطاني، استشاري طب الأجنة:
"نتائج هذه الدراسة يجب أن تُؤخذ بجدية، لا بهدف إثارة الذعر، بل لاتخاذ خطوات احترازية مدروسة."
وأوضحت الدكتورة ليلى المغربي، طبيبة النساء والولادة:
"الأمر لا يتعلق بمنع جميع الأدوية، بل بإعادة تقييم فائدتها مقابل مخاطرها خلال فترة الحمل."
نصائح للنساء الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية
للنساء الحوامل:
-
لا تتوقفي عن الدواء دون استشارة طبيبك.
-
اطلبي نسخة من النشرة الداخلية واقرئي التحذيرات.
-
قومي بزيارة الطبيب بانتظام لمتابعة الحمل.
-
اسألي عن بدائل أكثر أمانًا.
لمقدمي الرعاية الصحية:
-
تحدث مع المريضة عن مخاطر وفوائد كل دواء.
-
راجع الأدوية الموصوفة للنساء في سن الإنجاب.
-
استخدم مراجع السلامة الدوائية الخاصة بالحمل.
بدائل آمنة محتملة
عند الحاجة لتقليل المخاطر، هناك بدائل يمكن النظر فيها:
-
لعلاج الاكتئاب: العلاج السلوكي المعرفي بدلاً من SSRI
-
ضغط الدم: استخدام لابيتالول أو ميثيلدوبا
-
حب الشباب: العلاجات الموضعية والمضادات الحيوية الآمنة للحمل
خاتمة
في ضوء هذه الاكتشافات الجديدة، من الضروري تعزيز التوعية بشأن تأثير الأدوية الموصوفة على صحة الأجنة. ليست كل الأدوية ضارة، لكن التقييم المستمر والواعي يمكن أن ينقذ الأرواح. على الأطباء والمرضى أن يتعاونوا لتحقيق أفضل النتائج.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل يجب على كل امرأة حامل التوقف عن تناول أدويتها؟
لا. يجب التحدث مع الطبيب أولًا قبل اتخاذ أي قرار.
ما هي الفترة الأخطر لتناول الأدوية أثناء الحمل؟
الثلاثة أشهر الأولى من الحمل هي الفترة الأكثر حساسية.
هل هناك قاعدة عامة لتقييم سلامة الدواء؟
يمكن الرجوع إلى تصنيفات FDA الخاصة بسلامة الأدوية أثناء الحمل.
ماذا أفعل إذا اكتشفت أنني حامل وأنا أتناول دواء قد يكون ضارًا؟
اتصلي بطبيبك فورًا، لا تتوقفي عن الدواء فجأة.
أين أجد معلومات موثوقة عن الأدوية والحمل؟
يمكنك زيارة مواقع مثل:
روابط ذات صلة: