تبرز الدهون البطن كعامل خطر مستقل للصدفية لدى النساء

في السنوات الأخيرة، بدأت الدراسات تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين الدهون البطنية وبعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية، خاصة لدى النساء. وقد تبين أن تبرز الدهون البطن كعامل خطر مستقل للصدفية لدى النساء، مما يدق ناقوس الخطر لدى العديد من النساء اللواتي يعانين من تراكم الدهون في هذه المنطقة.

جدول المحتويات

ما هي الصدفية؟

الصدفية هي مرض جلدي مزمن مناعي ذاتي يؤدي إلى:

تكاثر خلايا الجلد بسرعة كبيرة
ظهور بقع حمراء مغطاة بقشور فضية
الحكة والحرقان في المناطق المصابة

الأنواع الشائعة للصدفية:

صدفية اللويحات (Plaque Psoriasis)
الصدفية النقطية
الصدفية العكسية
الصدفية البثرية
صدفية الأظافر

الدهون البطن: نظرة علمية

دهون البطن تنقسم إلى نوعين:

الدهون تحت الجلدية (Subcutaneous Fat):
تقع مباشرة تحت الجلد.
الدهون الحشوية (Visceral Fat):
تحيط بالأعضاء الداخلية وهي الأكثر خطورة صحيًا.

أضرار الدهون الحشوية:

ترفع مستويات الالتهاب في الجسم
تؤثر على توازن الهرمونات
تزيد من مقاومة الإنسولين
ترتبط بأمراض القلب والسكري والآن — الصدفية

الصلة بين الدهون البطن والصدفية لدى النساء

تشير الدراسات إلى أن النساء المصابات بزيادة في محيط الخصر والدهون الحشوية معرضات أكثر لخطر الإصابة بالصدفية أو تفاقمها.

لماذا النساء أكثر عرضة؟

التغيرات الهرمونية (خاصة بعد انقطاع الطمث)
نمط الحياة قليل الحركة
مقاومة الإنسولين الناتجة عن الدهون الحشوية
وجود أمراض مصاحبة كالسكري ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات

كيف تعمل دهون البطن على تفاقم الصدفية؟

دهون البطن ليست خاملة كما كانت تُعتقد سابقًا، بل هي نشطة هرمونيًا وتفرز سيتوكينات التهابية مثل:

TNF-alpha
Interleukin-6
Leptin

هذه المواد تؤدي إلى:

تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا الجلد
تسريع تكاثر خلايا الجلد
زيادة التهاب الجلد المزمن

أبحاث علمية تدعم العلاقة

في دراسة نشرتها مجلة Dermatology and Therapy عام 2022:

وُجد أن النساء اللواتي لديهن محيط خصر أكبر من 88 سم يعانين من معدلات أعلى للصدفية.
أشارت الدراسة إلى أن نسبة الدهون الحشوية كانت مؤشرًا أكثر دقة من مؤشر كتلة الجسم (BMI) في التنبؤ بخطر الإصابة.

دراسة أخرى:

في مجلة Journal of Investigative Dermatology:

أكدت أن فقدان 5-10% من الوزن أدى إلى تحسن ملحوظ في أعراض الصدفية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.

العوامل الأخرى المرتبطة

1. التدخين

2. الإجهاد النفسي

3. سوء التغذية

4. نقص النوم

5. قلة النشاط البدني

كلها تزيد من احتمال تطور الصدفية مع وجود دهون البطن.

طرق تقليل دهون البطن للوقاية من الصدفية

أولًا: النشاط البدني المنتظم

تمارين الكارديو (مثل المشي السريع، الركض، ركوب الدراجة)
تمارين القوة (رفع الأوزان، تمارين المقاومة)

ثانيًا: تغيير نمط الحياة

تقليل الجلوس لفترات طويلة
المشي 10 دقائق بعد كل وجبة
تقليل التوتر عبر التأمل أو اليوغا

ثالثًا: النوم الكافي

من 7 إلى 9 ساعات يوميًا
تجنب استخدام الشاشات قبل النوم

دور النظام الغذائي

أطعمة تساعد على تقليل دهون البطن والالتهاب:

الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة
الخضروات الورقية
الزبادي قليل الدسم
الشوفان والحبوب الكاملة

أطعمة يجب تجنبها:

السكر المكرر
الدهون المتحولة
الوجبات السريعة
الكحول

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح بمراجعة الطبيب أو الأخصائي الجلدي إذا لاحظتِ:

ازدياد في أعراض الصدفية مع زيادة محيط الخصر
تطور بقع جديدة في الجسم
عدم الاستجابة للعلاج المعتاد
تغيرات في نمط الدورة الشهرية أو الوزن المفاجئ

الأسئلة الشائعةFAQ

هل تؤثر دهون البطن على جميع أنواع الصدفية؟

نعم، لكن التأثير يختلف من شخص لآخر. صدفية اللويحات هي الأكثر تأثرًا بالدهون الحشوية.

هل فقدان الوزن يخفف من أعراض الصدفية؟

بشكل كبير، نعم. تشير الدراسات إلى تحسن الأعراض مع إنقاص الوزن بنسبة 5-10%.

هل كل النساء معرضات للخطر؟

النساء اللاتي يعانين من سمنة في منطقة البطن، أو لديهن تاريخ عائلي مع الصدفية، أو يعانين من مقاومة الإنسولين، أكثر عرضة.

هل يمكن منع الإصابة بالصدفية عبر السيطرة على دهون البطن؟

الوقاية لا تكون مضمونة 100%، ولكن تقليل الدهون الحشوية يقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة أو تفاقم المرض.

روابط ذات صلة

الخاتمة

إن معرفة أن تبرز الدهون البطن كعامل خطر مستقل للصدفية لدى النساء يدفعنا للتعامل مع الدهون الحشوية كأكثر من مجرد مشكلة جمالية. هي خطر حقيقي على الصحة العامة والجلدية على حد سواء. من خلال تعديل نمط الحياة، ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، يمكن للنساء تقليل هذه الدهون وتحسين حالة بشرتهن وصحتهن عمومًا.

لا تنتظري حتى تتفاقم الأعراض، ابدئي من اليوم بتغيير بسيط يعيد لجسمك توازنه وصحتك إشراقها.